--> الجرائم المتعلقة بشبكة الإنترنت مفاهيم وأساليب وخصائص - مستشارك القانونى
Home - مستشارك القانونى / القانون الجنائى / نماذج قانونية. مذكرات قانونية

الجرائم المتعلقة بشبكة الإنترنت مفاهيم وأساليب وخصائص

الجرائم المتعلقة بشبكة الإنترنت مفاهيم وأساليب وخصائص 

ماهية الجرائم الناشئة عن شبكة الإنترنت

التحول الحضاري والتقدم الذي أجتاح العالم في العصر الحديث أحدث تغيرا ملموسا في نوعية الجرائم والمجرمين . فبعد أن كانت الغلبة للجرائم القائمة على العنف أو القسوة أصبحت الغلبة للجرائم القائمة على المقدرة الذهنية والذكاء.
وتعتبر شبكة الإنترنت إحدى نتائج هذا التحول الحضاري والتقدم الذي أجتاح العالم في العصر الحديث ، فهي عالم ضخم ومتنوع عالم لا تحده الحدود الجغرافية ، عالم خالي من العوائق المادية التي تمنع السفر والتجول والإبحار بين أرجاءه ، عالم ساهم في إنتاج وتطوير العديد من السلوكيات الإجرامية ذات الأثر البالغ على حياة الأفراد والمجتمع. 

أولا: التعريف بجرائم الإنترنت والسمات المميزة لها: 

الجريمة عموما هي فعل غير مشروع صادر عن إرادة جنائية يقرر لها القانون عقوبة أو تدبيرا احترازيا .
وتعرّف جرائم الإنترنت بأنها أفعال غيرمشروعة ترتكب من خلال شبكة الإنترنت إضرارا بالغير..
والجرائم المتعلقة بشبكة الإنترنت كثيرة ومتنوعة إلا أنها جميعها تتميز بكونها تنتمي إلى عالم الإنترنت ويمكن ردها إلى نوعين اثنين :
الأول: تقليدي يمكن تقسيمه إلى قسمين : قسم يرتكب على شبكة الإنترنت كجريمـة الاعتداء علـى الحياة الخاصة وجريمة السب والقذف والجرائم المخلة بالآداب العامة وغيرها . وقسم يرتكب بواسطة الإنترنت مثل السطو على أموال البنوك وجرائم غسل الأموال.
والثاني : مستحدث كجريمة إتلاف المعلومات وجريمة تعطيل أو إفساد نظام التشغيل والإجرام الفيروسي وغيرها.

وأول استخدام لمصطلح جرائم الإنترنت كان في مؤتمر جرائم الإنترنت المنعقد في أستراليا خلال الفترة من 16-17/2/1998م. 

ثانيا: خصائص وسمات الجرائم المتعلقة الإنترنت:

الجرائم المتعلقة بالإنترنت التقليدية منها والمستحدثة تتميز بخصائص معينة تنفرد بها عن غيرها من الجرائم هي :

الخاصية الأولي : الحاسب الآلي هو أداة ارتكابها:

هذه الخاصية ليست قصرا على الجرائم المتعلقة بشبكة الإنترنت فكما قد يكون الحاسب الآلي أداة لارتكاب هذا النوع من الجرائم فهو أيضا أداه لارتكاب العديد من الجرائم المعلوماتية كالتزوير المعلوماتى وسرقة المعلومات المخزنة بالحاسب الآلي ، وغيرها أضف إلى ذلك إن ارتكاب جرائم الإنترنت لا تتم في جميع الأحوال بواسطة الحاسب الآلي فقط وإنما قد تتم بواسطة أجهزة الهاتف النقال خاصة وإن الولوج إلى شبكة الإنترنت من الممكن أن يتم بواسطة هذه الهواتف . 

الخاصية الثانية : ترتكب بواسطة شبكة الإنترنت:

جرائم الإنترنت من الجرائم الحديثة التي تستخدم فيها شبكة الإنترنت كأداة لارتكاب الجريمة أو تسهيل ارتكابها . وتعد شبكة الإنترنت حلقة الوصل بين كافة الأهداف المحتملة لتلك الجرائم كالبنوك والشركات بكافة أنواعها والأشخاص وغيرها التي غالبا ما تكون الضحية .

الخاصية الثالثة:مرتكب الجريمة ذو خبرة في الحاسب الآلي والإنترنت:

الخبرة الكبيرة والدراية الفائقة بكل ما يتعلق بالحاسب الآلي وشبكة الإنترنت هي ما تميز مرتكب الجريمة المعلوماتية بشكل عام ولا يقتصر الأمر على جرائم الإنترنت فهذه الخاصية مشتركة بين جميع الجرائم المعلوماتية ومن بينها جرائم الإنترنت .

الخاصية الرابعة :لا حدود جغرافية أو زمنية لها: 

أهم ما يميز شبكة الإنترنت عالميتها وكونها تربط بين الدول لا تحدها حدود الطبيعة أو حدود السياسة وتسمح لمستخدميها بالتنقل المعنوي أو الافتراضي بين الدول والقارات بدون تعقيدات أو صعوبات أو عوائق فهي عالم ضخم متنوع متجدد خالي من الحدود والعوائق .
لذا نجد أن الجرائم التي ترتكب من خلالها لا تحدها حدود ولا تعترف بعنصر المكان أو الزمان حيث يلعب البعد الزماني(اختلاف المواقيت بين الدول ) والمكاني(إمكانية تنفيذ الجريمة عن بعد) والقانوني (أي قانون يطبق؟) دورا مهما في تشتيت جهود التحري والتنسيق الدولي لتعقبها.
فالجرائم هنا لن تكون مقتصرة على دولة بعينها ، وإنما سيكون العالم كله مسرحا لها ، حيث يمكن للفرد أن يرتكب جريمته من أي مكان في العالم وفي أي زمان.

الخاصية الخامسة : تتسم بالخطورة البالغة:

الجرائم المتعلقة بشبكة الإنترنت تتسم بالخطورة البالغة من عدة نواحي : فمن ناحية أولى نجد أن الخسائر الناجمة عنها كبيرة جدا قياسا بالجرائم التقليدية خاصة جرائم الأموال ، ومن ناحية ثانية نجدها ترتكب من فئات متعددة تجعل من التنبؤ بالمشتبه فيه أمرا صعبا . ومن ناحية ثالثة تنطوي على سلوكيات غير مألوفة .
وهذا ما حدا بمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي "FBI" أن يطلق عليها وصف الوباء " Epidemic.

الخاصية السادسة : صعوبة التحقيق والتحري والمقاضاة:

جرائم الإنترنت تتسم بالغموض حيث يصعب إثباتها فالتحري عنها والتحقيق فيها والمقاضاة في نطاقها ينطوي على العديد من المشكلات والتحديات الإدارية والقانونية والتي تتصل ابتداء من عملية ملاحقة الجناة ، فإن تحققت مكنة الملاحقة أصبحت الإدانة صعبة لسهولة إتلاف الأدلة من قبل الجناة أو لصعوبة الوصول إلي الأدلة أو لغياب الاعتراف القانوني بطبيعة الأدلة المتعلقة بهذه الجرائم.
وكون هذه الجرائم لا تحدها حدود وتعد من الجرائم العابرة للحدود فهذا بحد ذاته يثير تحديات ومعوقات في حقل الاختصاص القضائي والقانون الواجب التطبيق و متطلبات التحقيق والملاحقة و الضبط و التفتيش. وبالتالي فإن الوصول للحقيقة بشأنها يستوجب الاستعانة بخبرة فنية عالية المستوى .

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

to Top